السؤال:
أنا متزوجة ولدي 4 أطفال، زوجي دائمًا مشغول، وأقوم بكل مسئوليات البيت.. أتى أخو زوجي للعلاج، هو وزوجتيه، وأقاموا عندنا في المنزل.. أحسنت ضيافتهم وقمت بهم خير قيام، ولكن مدة إقامتهم زادت أكثر من أسبوعين، وكلا الزوجتين وهما بعز شبابهما وكامل صحتهما لا تقومان بمساعدتي في إعداد الطعام أو أي عمل!! فقط ينامون ويستيقظون يسألون عن الطعام، وأنا لدي أطفالي.. دراسة واختبارات.. وتضايقت منهم وغضبت من استغلالهم لي! وأخو زوجي مقتدر ويستطيع السكن في شقة مفروشة.. تشاجرت أنا وزوجي لهذا السبب، ولأني لم أعد أستطيع التفرغ لتدريس أولادي ولنفسي وبيتي، وقلت له بحد معقول أتحملهم أسبوعًا أما أكثر من ذلك فالأولى أن يستأجر شقة... خاصة وأن ظروفه المادية جيدة؛ فشتمني زوجي وغضب مني وبكيت من القهر والاستغلال وإنكار زوجي لحسن ضيافتي لهم لمدة أسبوعين وأكثر، فهم دائما يأتون، وكنت أنتظر منه فقط أن يواسيني ويقر فقط بأن سلوك زوجات أخيه خطأ وبمنتهى الوقاحة!!
هل أنا مخطئة أليس الضيف 3 أيام فقط؟! أليس المفروض أن يقمن بمساعدتي على الأقل في إعداد الطعام؟ هل أخطئ لو تركتهم وانتبهت لأولادي الذين أهملتهم حتى اشتكى معلموهم من تأخر واجباتهم وعدم استذكارهم؟ هل من حق الأخ على أخيه أن أخدمه أم أنه لا شأن لي بخدمتهم؟! والأولى أن تقوم زوجاته بخدمته؟! أليس مما لا يجوز لهم استخدام أشيائي بدون استئذان؟ هل يأثم زوجي إذا أجبرني بما لا أطيق مما لا يجب عليَّ أصلًا؟ وما الضابط في هذا الأمر وكيف يفهمون ما لهم وما عليهم.
أرجوكم ردّوا عليّ فأنا بقمة الحزن والقهر من ضعفي وتسلطهم علي.. وأولهم زوجي.. حسبي الله ونعم الوكيل.
الجواب:
الأخت الكريمة: يسعد المرء دوما عندما يجد السعادة في قلوب الآخرين ويسعد عندما يبذل ما في وسعه ولا ينتظر الجزاء ممن حوله، وإنما ينتظر الثواب والفضل من الله سبحانه وتعالى؛ فأقدم لك ابتداء الشكر والثناء على جهدك الكريم، ولن أنكر لك جهدًا تبذلينه في عمل الخير الذي قمت به.
كما لا أنكر حقًّا لك في عدم وجوب الخدمة الطويلة عليك لهؤلاء الأضياف إلا ما كان من واجبات السنة في ضيافة الضيف وهي ثلاثة أيام بلياليهن اللهم إلا أن يكون أمرًا لازمًا من زوجك فيجب عليك عندئذ الامتثال، ولك الأجر الكبير والثواب.
لكنني أستشعر من كلماتك أنك قد ضيفت أضيافك وبذلت جهدك وأنت كارهة ومضطرة وغير مرحبة بداخلك بهؤلاء الأضياف فكانوا ضيوفا ثقالا على قلبك فتعبت كل التعب ثم كدت تخسرين في النهاية نصيبك في الأجر لأنك قد نسيت الاحتساب في كل عمل تقدمينه لله سبحانه، وخسارة ثانية بعد هذا المجهود ما وجدتيه من زوجك من سوء مردود وعدم شكر لفعلك.
فالضيف مهما طال لن يستمر في بيتك وعليك مهما بذلت أن تصبري عليه وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام الضيف فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».
والأفضل من وجهة نظري أن تستغلي الظرف لصالحك بقدر الإمكان كما يلي:
أولا: أن تعاملي الأضياف معاملة طيبة وتحسني إليهم بالابتسام وتكسبي حبهم وبالتالي تستطيعين أن تجدي منهم المساعدة بأسلوب غير مباشر، كمثل أن يساعدونك في الاستذكار لأبنائك أو تنظيف المنزل أو ما شابه ذلك برغم أني أحترم المقولة القائلة: (عار على المرء أن يستعمل ضيفه).
ثانيا: عليك أن تلتمسي لزوجك عذرًا في محاولته إكرام أخيه ولو على حساب تعبه وتعب زوجته.
ثالثا: يمكنك أن تستخدمي أسرع الوجبات الخفيفة الغير معقدة لتوفير جهدك أو شراء بعض الطعام الجاهز السريع ليخفف عنك الإرهاق.
رابعا: بخصوص أسلوبهم السيئ في رد الجميل واستخدام خصوصياتك بدون إذنك فلا شك أن هذا غير مقبول بحال، ولكن لتعتبري ذلك من زيادة كرمك لهم، واعلمي أن هذه الأشياء زائلة وسوف يخلفك الله خيرًا منها.
وأخيرًا فلا شك أنك غير مطالبة بالضرورة وبالإرغام والعنف لتؤدي عمل أضياف غرباء لهذه المدد الطويلة ولكن إنما يكون ذلك بالتراضي والرضا وليكن منك صدقة.
الكاتب: أميمة الجابر.
المصدر: موقع المسلم.